روائع مختارة | قطوف إيمانية | التربية الإيمانية | تأملات في معجزة الإسراء المعراج

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > قطوف إيمانية > التربية الإيمانية > تأملات في معجزة الإسراء المعراج


  تأملات في معجزة الإسراء المعراج
     عدد مرات المشاهدة: 3929        عدد مرات الإرسال: 0

سبحان الله معنًى عظيم وكلمة نسأل الله أن تخرج من قلب سليم إذا ما حاول أن يتكلم أو يفكر أو يقرأ أو يتدبر في معنًى من معاني معجزة الإسراء والمعراج.

هذا الحدث الذي تناولته سورة الإسراء والتي تبدأ بقوله تعالى: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} [الإسراء:1].

تحدثت الآية في إعجاز وبيان يملكها مالك القدرة الكاملة التي شملت هذا الكون بما فيه فإشتملت الآية على تنزيه الله، وأن العبودية كلما تحقق مضمونها من الخشوع والإخلاص لله سما صاحبها وزاد قدره.

ولنستعرض بعض اللمحات حول هذه المعجزة وكيفية تناولها:

أولًا: من التدبر في كتاب الله العظيم نجد أن خواتيم سورة النحل وهي السورة التي تسبق سورة الإسراء في ترتيب القرآن، يأمر فيها الله تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم بالصبر وبيان جزاء الصابرين، ونهى النبي عن الضيق من مكر الكفار..

قال تعالى: {وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلا بِاللَّهِ وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ*إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ} [النحل:127-128].

وهذا تمهيد لبيان أن الرسول سيستقبل أمرا يحتاج إلى صبر وسعة صدر، وكأنها بمثابة التطعيم والتحصين.

ثانيًا: سورة الإسراء في جملتها تدور حول الرسول والرسالة، فتبدأ بالحديث عن الإسراء بدايته ونهايته، وهو عنوان تندرج تحته موضوعات السورة، وكلها لها أوجه مناسبة بالرسول محمد صلى الله عليه وسلم.

ثالثًا: الإسراء تسلية للرسول بعد ما لاقاه من أذى المشركين فإن خذله الناس وضاقت عليه الدنيا يجد الملجأ ويؤيد بمعجزات، وتخرق له القوانين والنواميس تكريما له ودليل على صدقه، وجاء هذا الحدث الجليل بعد عام سمى عام الحزن وفقد الرسول فيه الأمن والأمان في مكة بوفاة زوجته خديجة رضي الله عنها وعمه، وذهب إلى الطائف وكان كالمستجير من الرمضاء بالنار وضاقت عليه الأرض وجاء هذا الحدث ليرى رسول الله حفاوة الملأ الأعلى، وكان الإسراء في السنة الحدية عشر للبعثة قبل الهجرة بسنة أو سنة وشهرين.

رابعًا: كان الإسراء من أول بيت وضع للناس من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى حيث كانت الرسل تتعبد، وحيث اعترفت لمحمد صلى الله عليه وسلم بالرسالة ومن هذا المكان الطاهر صعد وعرج وإرتقى إلى السموات العلا إلى سدرة المنتهى حيث لقي من فضل الله الكثير ورأى من آيات ربه الكبرى.. كل ذلك في ليلة واحدة، وقد تحدثت سورة النجم عن المعراج في الآيات من 1 إلى 18.

خامسًا: حدث الإسراء ليلا لتظل المعجزة غيبا يؤمن به من يصدق الرسول صلى الله عليه وسلم، والإعجاز في الإسراء والمعراج أنه كان بالروح والجسد لأن هذا مجال الإعجاز، وجاءت ال كلمة {رُؤيا} في قله تعالى: {وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا التي أَرَيْنَاكَ إِلا فِتْنَةً لِلنَّاسِ} [الإسراء:60]، والتي تدل على المنامية ولم يقل -رؤية- التي تدل على البصرية لأنها من العجائب فصارت كأنها رؤيا منامية، والعرب قد تستعمل الرؤيا في المشاهد الحسية.

والله أسرى بعبده على دابة يقال لها -البراق- من مكة إلى بيت المقدس فلما إنتهى إلى باب المسجد ربط الدابة عند الباب، ودخله يصلى في قبلته تحية المسجد ركعتين وعُرج به إلى السماء وعاد منها ثم ركب البراق وعاد إلى مكة قبل الفجر.

سادسًا: المسجد الأقصى -نسأل الله أن يرده إلى المسلمين ردا كريما قريبا- قد بارك الله من حوله ببركة دنيوية من الأراضي الخصبة والبساتين والثمار المختلفة وبركة دينية خاصة بالمؤمنين فهو مهد الرسالات ومهبط الأديان.

سابعًا: الحق تبارك وتعالى تعرض لحادث الإسراء على سبيل الإجمال، وذكر كلمة:         -الآيات- مجملة، وجاء صلى الله عليه وسلم يفسر لنا المجمل وذكر الآيات التي رآها حتى لا يقل أحد أين هذه الآيات؟..

وفى الإسراء قال تعالى: {لنريه من آياتنا}، وفى المعراج قال: {لقد رأى من آيات ربه الكبرى}، وجاءت آية الإسراء لتقرب للناس آية المعراج فقد إستطاع الرسول أن يقيم الدليل على آية الإسراء الأرضية حين تحدوه أن يصف بيت المقدس وهم مقرون أنه لم يره من قبل وتدخلت قدرة الله فجلى له بيت المقدس الذي كان قد ذهب إليه ليلا فأخذ يصفه لهم كأنه يراه الآن وثبت للرسول الصدق، فحين يتكلم عن شئ آخر فيه خرق للنواميس في آيات السماء عليهم أن يصدقوه.

ثامنًا: حدوث هاتين الرحلتين الأرضية والسماوية قبل الهجرة ليمحص الله المؤمنين ويبين منهم صادق الإيمان ومن في قلبه مرض فيكون الأول خليقا بصحبة رسوله الأعظم إلى دار الهجرة وجديرًا بما يحتمله من أعباء عظام وتكاليف شاقة من حروب وإنشاء لدولة الحق والعدل.

تاسعًا: أن الله أطلع رسوله على ما في هذا الكون أرضيُّه وسماويُّه من العظمة والجلال ليكون درسا عمليا لتعليم رسوله بالمشاهدة والنظر فهذا أجدى أنواع التعليم، ثم حباه الله أيضا بهدية فرض الصلاة لتكون من أكبر نعم الله على عباده المؤمنين وهى عون المؤمن في رحلة الحياة وهى الملجأ والملاذ إلى الله..يناجى فيها العبد إلها سميعا بصيرا مجيبا.

عاشرًا: أن صلاة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم إماما بالأنبياء ليرشد أنه جاء بشريعة ختمت الشرائع السالفة كلها وأتمتها، ومن أوتوها ألقوا الزعامة إليه وصاروا مؤتمين به، ودلالة أن جميع الأنبياء كانوا في وفاق ووئام في الملكوت الأعلى بالقرب من ربهم الذي أرسلهم ويجدر بنا أن نقتفى سنتهم ونجعل أمرنا بيننا سلما لا حربا.

الكاتب: تهاني الشروني.

المصدر: موقع رسالة المرأة.